الإثنين , مايو 6 2024

الإشراف العام : أحمد عاشور

أحمد عبد الصبور : الفنان ” عمر فتحي ” كان نجم الجيل الحقيقي

أحمد عبد الصبور : الفنان ” عمر فتحي ” كان نجم الجيل الحقيقي ولم يستطع أحد الإستحواذ على مكانته إلا بعد رحيله

 

كتبت/ولاء مصطفى

 

صرح المؤرخ الفني ” أحمد عبد الصبور ” في حديثه عن ذكرى الفنان ” عمر فتحي ” في برنامج ” مجالس الطرب ” على قناة النيل الثقافية مع الإعلامي ” عمرو أحمد ” ، قائلاً :

 

الفنان ” عمر فتحي ” تاريخه الغنائي لن يتعدَ العشر سنوات … لكنه تميز بصوتٍ مختلفاً وقوياً … وترك بصمة كبيرة ومؤثرة عند جمهوره … حيث أشتهر بأنه صاحب إبتسامة مرحة وطلة سمحة ، وبسبب أغانيه البسيطة دخل القلب قبل الأذن … كان نجم الجيل الحقيقي ولم يستطع أحد الإستحواذ على مكانته إلا بعد رحيله …

 

أسمه الحقيقي هو ” محمد عبد المنعم عبد الله جوهر الحجاجي ” ، من مواليد الأقصر في 11 فبراير عام 1952م ، كان والده يعمل مهندساً في السكك الحديدية ، و” عمر ” هو الابن الثاني ما بين خمسة أشقاء ، ورحل والده وهو في بداية الأربعينات من عمره ، فعرف معنى اليتم وعمره لم يتجاوز الـ 11 عاماً …

 

أحب الفن فإلتحق بالمعهد العالي للموسيقى العربية ، ثم إلتحق بالخدمة العسكرية وكان معه في الجيش الفنان ” على الحجار ” والفنان ” محمد منير” وعازف الناي والكولة ” عبد الله حلمي ” ، وتم تكليف ” عمر فتحي ” من القيادة العسكرية وقتها بإقامة حفلات للمجندين وإختار معه ” علي الحجار ” و ” محمد منير ” ، وخرج من الجيش كله حماس للفن وبدأ نشاطه الفني كراقص ومغنٍ في فرقة الفنون الشعبية …

 

ثم إكتشفه الشاعر ” عمر بطيشة ” والمخرج ” فتحي عبد الستار ” وأعطوه أسماءهم الأولى ليكون إسماً فنياً له ” عمر فتحي ” …

 

ثم إلتحق بفرقة المصريين بقيادة الموسيقار ” هاني شنودة ” ، حيث قدم مع الفرقة عدد من الأغاني أشتهر بها في عام 1977م … ثم إنطلق بفعل مساندة الشاعر الكبير له ” صلاح جاهين ” إيماناً منه بموهبته وكذلك الموسيقار الكبير ” سيد مكاوي ” ، فقدم 11 ألبوماً طيلة حياته الفنية القصيرة ومن أشهر أغانيه ” إبسط يا عم ، قاضى الغرام ، عجباً لغزال فتان ، على فكرة ، على إيدك ، على قلبي ، على سهوة ، على مهلك ، على إيه ، والله وغالي علية ، وعلى شرط ، أيام ، سفينة العجائب ، وأغاني مسلسل ” سيدة الفندق ” .

 

كان المخرج ” فتحي عبد الستار ” أول من قدمه للتليفزيون كممثل بمسلسل ” سفينة العجايب ” مع الفنانة ” شريهان ” ، وبعدها قدم مسلسل ” سيدة الفندق ” مع الفنانة ” يسرا ” والفنان ” كمال الشناوي ” ، وفوازير مع ” شريهان ” ، كما شاركها أيضاً في بطولة مسلسل ” الليل والقمر ” عن القصة الشعبية ” حسن ونعيمة ” ، وله فيلم وحيد هو فيلم ” رحلة الشقاء والحب ” مع الفنانة ” شهيرة ” والفنان ” محمود ياسين ” ، حيث أعجب به الفنان الكبير ” محمود ياسين ” فتبنى موهبته وأنتج له فيلماً ناجحاً ، ونلاحظ أن رغبته في الغناء كانت هي الأكبر ، لذلك كان الطابع الغنائي هو الغالب في كل الأعمال الفنية التي شارك فيها كممثل .

 

شهرة ” عمر فتحي ” فاقت كل التوقعات وذاع إسمه وصيته بين الأوساط الفنية لدرجة جعلته المطرب الأول ، وتميز بلون وشكل وطريقة جعلته تخطف الأنظار والإنتباه إليه ، ولقبه ” صلاح جاهين ” بإسم ” ألفة الجيل ” ، وليكون أول مطرب يطلق عليه ” نجم الجيل ” ، وأطلق عليه الجمهور ” صوت المرح ” .

 

كما أضاف المؤرخ الفني ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :

 

• إذا وصفنا العصر الثاني للأغنية الجديدة سنبدأ من فترة سبعينات القرن العشرين ، بدايةً من رحيل أقطاب عصر الأغنية الجديدة الأول ( بين فترة الثلاثينات والستينات ) مثل : السيدة ” أم كلثوم ” والموسيقار ” فريد الأطرش ” والعندليب ” عبد الحليم حافظ ” … أعني بالأغنية الجديدة موجة ذات ملامح واضحة ، تنشأ من تكامل عناصر فنية وأخرى سياسية / إجتماعية بحيث ينشأ عنها وعي جديد .

 

• موسيقي الثمنينات تميزت بعدد من النجوم مثل : ” هاني شاكر و ” عماد عبد الحليم ” و ” نادية مصطفى ” و ” أركان فؤاد ” و ” أنغام ” و ” عمر فتحي ” … جيل جديد إستلم راية الغناء بعد جيل العمالقة .

• كذلك ظهرت في تلك الفترة عدد من الفرق الموسيقية مثل الفورام والمصريين والأصدقاء وغيرها .

وهذا كان أكثر ما يميز موسيقى الثمنينات ، حيث ترى بها مصر بين الواقع الإجتماعي والإقتصادي .

 

أن أكثر ما شكل شخصية الفنان ” عمر فتحي ” هو إرتباطه بأصوله التي تعود إلى الأرض الطيبة فهو من مواليد الجنوب وتحديداً مدينة الأقصر ، حيث تميزت شخصيته بالطيبة والسماحة والشهامة التي كانت سمة أخلاقه العطرة … لذلك نجد في مسيرته مواقف إنسانية طيبة عديدة .

 

يشار إلى أن الفنان ” عمر فتحي ” صاحب الفضل في أنه شكل جيلاً رائعاً مع الفنان ” محمد منير ” والفنان ” علي الحجار ” الذين كانوا زملاء الكفاح والجيش … فهو صاحب فكرة الغناء بدون أغاني مبتذلة … حيث أنه بدأ بإحداث صرخة جديدة في الفن الشعبي المحترم .

 

الفنان ” عمر فتحي ” هو أول من غنى بالقميص والبنطلون وليس البدلة التقليدية وسط أبناء جيله .

وكان ” عمر فتحي ” أولهم في أداء الأغنية الإستعراضية أيضاً .

 

• كان ” عمر فتحي ” هو المطرب الأقل أجراً بين المطربين والأكثر طلباً في المناسبات والأفراح ما جعل كل المطربين يعانون من قلة العمل والمال ولا يستطيعون رفع أجرهم حيث أنهم لن يعملوا بهذة الطريقة .

• لم يسبق للفنان ” عمر فتحي ” الزواج فقد كان عاشقًاً لأهله ، وكان هو المسئول عن رعايتهم ، و تمكن من أن يزوج 2 من أشقائه في فترة حياته … وتعرض لأزمة قلبية في عام 1980م ، وعندما عرض نفسه على الأطباء أكتشف أنه مريض بالقلب ونصحه الأطباء ألا يغنى ولا ينفعل ولا يبذل مجهوداً ، وصرح بذلك في الصحافة ولكن قوبل ذلك بإستهجان حتى أن النقاد والناس شعروا بأنه يشيع عن نفسه المرض ويدعى المرض ليكسب تعاطف الجماهير وليكون ” عبد الحليم حافظ ” الجديد .

 

الجدير بالذكر … هو أن الصحافة كانت تتجاهل ” عمر فتحي ” … !!!

وكان ” عمر فتحي ” يقول : ” الصحافة هتكتب عني لما أموت ” .

وهو ما حدث بالفعل … حيث أكثر ما كتب عن الفنان ” عمر فتحي ” كان بعد رحيله … !!!

 

فيما يذكر … أن الكاتب الصحفي الكبير ” أنيس منصور ” قال عنه : ” بأن مرحه كان معدياً ، ولم نكن نعتقد ونحن نراه بهذة الحيوية ، أنه كان عليل القلب ” .

 

الفنان ” عمر فتحي ” كان يحب الحياة ، وكان هذا الحب يحتل حنجرته ، فلم يخرج منها سوى البهجة والمرح .

رحل الفنان ” عمر فتحي ” في ليلة رأس السنة يوم 31 ديسمبر عام 1986 م ، عن عمر يناهز الـ 35عاماً … ( لم يمهله القدر ليرحل في ريعان شبابه ومجده الفني ) … حيث كان من أذكى مطربي عصره بشهادة الفنان ” علي الحجار ” والفنان ” محمد منير ” والفنان ” عمرو دياب ” .

 

 

عن 7awi

شاهد أيضاً

الزميلة الاعلاميه مي سكرية مشرفا عاما علي قطاع الفن بشركة تارجيت ديجيتال سليوشنز

الزميلة الاعلاميه مي سكرية مشرفا عاما علي قطاع الفن بشركة تارجيت ديجيتال سليوشنز تولت اليوم …